باتت الإدارة التقليدية عاجزة عن مواكبة
التطور السريع الذي عصف بالإقتصاد العالمي والأسواق التجارية العالمية، كما أن
الإدارة التقليدية عجزت عن حل القضايا والمشكلات التي تواجه المؤسسات وإحداث تغيير
نوعي نحو تحقيق إنتاجية أفضل خاصة في ظل التنافس الشديد الذي تشهده الأسواق
الاقتصادية في شتى المجالات، فالإدارة التقليدية التي كانت تعتمد على إعطاء
التعليمات والأوامر والتي كانت تحمل طابع تعسفي في كثير من القرارات والتعليمات
مما ساهم في هجرة الكثير من الكفاءات والقدرات من الكوادر البشرية وإحساس الموظف
والعامل بأنه عبارة عن أداة لتنفيذ القوانين مما جعل إنتماء الموظف والعامل
للمؤسسة معدوم أو قليل مما جعل الكثير من هذه الكوادر تعمل بكفاءة أقل ومسؤولية
أقل .
إن المؤسسات الاقتصادية والتجارية
والخدمية بحاجة إلى دماء إدارية جديدة لقلب الموازين لصالح المؤسسة وتحقيق أهدافها
لتحقيق أفضل إنتاجية وذلك من خلال استغلال الكوادر البشرية والموارد المادية
للمؤسسة وجذب الكفاءات والقدرات من الأسواق وتوظيفها لصالح المؤسسة والمحافظة على
الكفاءات في الموارد البشرية العاملة لدى المؤسسة والعمل على تحفيز الكوادر
البشرية على العمل بإنتاجية أعلى وإظهار مهاراتهم وقدراتهم وخبراتهم العملية
وتوظيفها لصالح الإنتاج في المؤسسة من خلال تعزيز إنتماء الموظف والعامل للمؤسسة
بما يحقق الاهداف المنشودة من بناء المؤسسة أو الشركة .
إن الإدارة الرقمية هي البديل الضروري في
ظل التطور التكنولوجي الحديث، فهي تعني توظيف التكنولوجيا الحديثة بأدواتها
ومعداتها وبرامجها الالكترونية المتطورة في العمل الإنتاجي والإداري للمؤسسة بما
يحقق إنتاجية أعلى وخدمة أفضل للعميل وجذب الاستثمارات والمساهمين وجذب العملاء من
مختلف ثقافاتهم وطبقاتهم من خلال التسويق الرقمي والالكتروني الحديث .
إن الانتقال من الإدارة التقليدية إلى
الإدارة الرقمية، ليس بالأمر السهل رغم ضرورته الملحة والحاجة إليها، فهناك أسس
يجب مراعاتها لتجنب حدوث اكأزمات وإرباكات في المؤسسة والتي قد تؤدي إلى فشل في
المؤسسة أو حدوث نكبة اقتصادية لها ومن هذه الأسس التي يجب الأخذ بعين الاعتبار
فيها عند الانتقال من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الرقمية الحديثة ما يلي :
* توافر البرامج التكنولوجيا الحديثة
والتأكد من فاعليتها ومدى قدرتها لتغطية حاجات المؤسسة قبل الشروع بالعمل بها لإن
العمل بهذه البرامج دون التأكد من فاعليتها قد يخلق مشاكل يومية وقد تكون كارثية
خاصة في أقسام الإنتاج فعلى سبيل المثال استخدام برنامج حاسوبي لحساب كميات مواد
خام في خلطة إنتاجية في مصنع قد يكون سبباً في خسارة فاقد من المواد الخام أو تلف
المنتج إن لم يكن ذلك البرنامج قادراً على تغطية العملية الإنتاجية وحساب الكميات
بطريقة صحيحة .
* تدريب الكوادر الإدارية على البرامج
والأدوات والأجهزة الرقمية الإدارية الحديثة.
* التأكد من وجود الصيانة والتحديثات
للبرامج الرقمية والأدوات التكنولوجية الحديثة .
*توافر الخطط لانتقال الصلاحيات الإدارية
من التقليدي إلى الرقمي .
* توافر الكوادر الإدارية المدربة التي
تمتلك مهارات القيادة الرقمية واستخدامها .
إن الإدارة الرقمية هي أحد مظاهر القيادة
الحديثة ومن سمات الاقتصاد الجديد والذي انتقل بالعالم أكمله نحو الأفضل من
النواحي الاقتصادية .
