يعتمد النشاط الاقتصادي في الإسلام على مبادئ إنسانية، وأسس ومعايير أخلاقية، وضوابط وأحكام شرعية، تغرس في نفوس الأتباع له الحرص على مزاولته وإتقانه في الإطار الذي يُسْهِم في تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويكفل تصحيح المخالفات لكل أنواع التصرفات الفردية والجماعية، جامعًا للجانبين المادي والروحي في وقت واحد، على اعتبار أن الاهتمام بجانبٍ دون الحانب الآخر يؤدي إلى خلل في حياة الفرد والمجتمع.
حرص الإسلام على العمل واعتبره عبادة يتقرب العبد بها إلى ربه سبحانه وتعالى، كما أن الإسلام حث على إتقان العمل الذي يقوم به الشخص فقال عليه الصلاة والسلام :" إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، كما أن الإسلام نهى عن تجميد الأموال وكنزها وعدم استخدامها وتدويرها في الأسواق كما نهى عن ترك الأراضي دون زراعتها كما أوجب أن تعطى هذه الأراضي لمن يستخدمها ويستثمرها ، ونهى الإسلام عن الغش فقال عليه الصلاة والسلام :" من غش فليس منا " .
إن الإسلام ضبط عملية الانتاج ووضع حدوداً لها ولم يتركها على أهوا المنتجين والتجار فنهى الإسلام عن الاحتكار وحرمه ، كما أن تحلي العمال وأصحاب العمل بالأخلاق الحميدة الإسلامية ذلك له انعكاسات على الإنتاجية ونوعيتها في المؤسسات والشركات الإنتاجية، فنهى الإسلام صاحب العمل عن استغلال العمال وتشغيلهم فوق طاقتهم والانتقاص من أجرهم فقال عليه السلام : " أعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه " ، كما ونهى الإسلام عن التكبر على العمال والموظفين فقال عليه الصلاة والسلام :"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" ، ونهى الإسلام عن الغش في التجارة والصناعة، آمراً بالإلتزام بالعقود والمواثيق بين الناس فقال جل جلاله " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " والعقود تشمل جميع ما يتم الاتفاق عليه بين الناس كما أن الاسلام أوجب على صاحب العمل ان يخرج زكاته من عمله ولا شك أن اولى الناس بالزكاة هم العاملين في المنشئات إن كانت ممن تجوز عليهم مما يقرب نفوس العمال والموظفين من صاحب العمل فتعامله الطيب معهم كما أم عليه الصلاة والسلام " رحم الله امرئ سمحاً اذا باع سمحاً اذا اشترى " وكرمه معهم وعدم تكبره عليهم، هذه كلها أسباب تجعل العامل قريباً من عمله وصاحب العمل فيخلص في عمله ويجعل في نفسه الانتماء لمؤسسته مما ينعكس ذلك على الإنتاجية ونوعها، أما بالنسبة للعمال فأن تحلي العمال بأخلاق الإسلام الحميدة التي حثت على الصدق في العمل وعدم الكذب والإلتزام بمواعيد العمل وعدم هدرها واللهو فيها واتقان العمل وأداءه والإمانة وأداءها إلى أهلها فقال جل جلاله " وأدوا الأمانات إلى أهلها " .
