مميزات المشاريع الصناعية.. نفع متعدٍ ومكاسب اجتماعية

July 25, 2023

أول ما ينبغي الإشارة إليه هو أن مميزات المشاريع الصناعية لا تقتصر على الربح المادي أو المكاسب المالية لأصحابها، وإنما هي ذات منافع أخرى للمجتمع والمستهلكين والصنّاع على حد سواء.

يعني هذا أن نفع التصنيع متعدٍ، وتلك في حد ذاتها إحدى مميزات المشاريع الصناعية؛ إذ إنك لا تعمل هنا في مشروع يدر لك ربحًا أو تجني من ورائه مالًا فحسب، وإنما ستجلب منفعة وقيمة للمجتمع ككل.

ولذلك دومًا ما يتم الربط بين التصنيع والتنمية؛ فالعلاقة بينهما _كما يبين مرارًا وتكرارًا منظرو نظرية التخلف والتنمية_ طردية؛ فكلما زادت معدلات التصنيع في بلد ما زادت معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لديها على حد سواء.

مميزات المشاريع الصناعية

يجد رواد الأعمال أنفسهم مجبرين على تقديم نظرة عامة على مميزات المشاريع الصناعية، بمعنى أننا لن نتطرق إلى المنافع المادية المتأتية من خلال عمليات التصنيع، وإنما سنتطرق إلى جملة المنافع الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء؛ ذلك لأنه ليس من السهل فصل أنساق المجتمع عن بعضها، خصوصًا النسقين الاقتصادي والاجتماعي.

أما عن مميزات المشاريع الصناعية فنذكر منها ما يلي..

· خفض الأسعار

تلك واحدة من أهم مميزات المشاريع الصناعية ولكن من الناحية الاجتماعية؛ إذ إن التصنيع يعمل على إيجاد المزيد من السلع، التي يمكن شراؤها بأسعار معقولة؛ فمن خلال التصنيع تساعد الآلات الناس في أداء عملهم بسرعة أكبر.

ومع تحسين الإنتاجية ورفع معدلات الأداء يتم تصنيع المزيد من المنتجات، وبالتالي ينتج عن الفائض أسعار أرخص؛ أي أنه عندما يتم التحول الكلي إلى السيرورات الصناعية فإن الأشياء ستُصنع بسرعة أكبر وبكميات أعلى؛ هذا يعني أن الأسعار يمكن أن تنخفض، ويمكن صنع الكثير من السلع الأخرى.

· الحفاظ على الوقت

ومن ضمن مميزات المشاريع الصناعية أنها تعمل على الحفاظ على الوقت؛ فطالما أن عالم الأعمال يسير اليوم وفق مقولة بنجامين فرانكلين الشهيرة “الوقت هو المال”؛ فمن المنطقي أن يتم الحفاظ على هذا الوقت، وتنظيمه بشكل يضمن تحقيق أكبر قدر من الاستفادة منه.

وذلك لأن الوقت محدود، لا يوجد سوى 24 ساعة في اليوم، ومن شأن الآلات التي يتم استخدامها في الصناعة توفير أكبر قدر من الوقت، وتقديم أكبر قدر من المنتجات.

· رفع مستوى المعيشة

قلنا إن مميزات المشاريع الصناعية لا تقتصر على الناحية الاقتصادية البحتة _وإن كانت كل المزايا الاجتماعية وغير الاجتماعية تصب في نهاية المطاف بمصلحة النسق الاقتصادي وتؤدي إليه_ سوى أن رفع مستوى المعيشة وتحسين جودة الحياة هما أجلى تجليات مزايا هذه المشاريع الصناعية.

فمن نافل القول إن التصنيع يؤدي إلى ارتفاع كبير في مستوى معيشة الناس، ونظرًا لوجود العديد من الصناعات؛ يحصل الناس على النوع الأحدث من المنتجات مثل السيارات والأثاث والأجهزة والملابس وما إلى ذلك؛ ما يحسن مستوى معيشة الناس العاديين.

ناهيك عن أن الظروف الاقتصادية والحالة المادية للناس تتحسن من خلال العمل في هذه المشاريع، التي تتطلب عادة أعدادًا كبيرة من الناس.

· توفير الوظائف

ومما يلتحق بالطرح السابق أنه من ضمن مميزات المشاريع الصناعية أنها تعمل على توفير الفرص لأكبر عدد من الناس.

فالتصنيع يولّد فرص عمل جديدة؛ ما يؤدي إلى الحد من الفقر إلى حد كبير، وذللك من خلال تطوير مهارات الناس التي يعملون بها؛ فطالما أن مهارات العامل تطورت فمن المنطقي أنه سيحصل على فرصة عمل أفضل بعائد أعلى.

مشاريع مسؤولة اجتماعيًا

لن نتعنّى كثيرًا بعد كل هذه المزايا التي سقناها قبل قليل إن نحن قلنا إن المشاريع الصناعية هي مشاريع مسؤولة اجتماعيًا، طبعًا هذا الأمر لا يتأتي هكذا من تلقاء نفسه؛ إذ يمكن أن يكون هناك مشروع صناعي ما يعمل على ابتزاز الناس، واستغلالهم أسوأ استغلال.

وهذا يعني أنه لا بد من رؤية واضحة لدى القائمين على المشروع الصناعي كيما يكون هذا المشروع مسؤولًا اجتماعيًا حقًا.

أي دور لرواد الأعمال؟

ولئن سأل أحد السؤال التالي: ما دخل كل هذه المزايا برواد الأعمال؟ فرائد الأعمال إنما يقرر العمل في مشروع ما لأنه يريد تحقيق الربح فما دخله بهذه المزايا الاجتماعية؟! فسنجد أنفسنا مضطرين لخوض غمار مناقشات جمة.

أبرزها على سبيل المثال لا الحصر: أن هدف رائد الأعمال _الحقيق بهذه الكلمة_ ليس هو الربح فحسب، ناهيك عن كون مميزات الاجتماعية للمشاريع الصناعية تؤدي في نهاية المطاف إلى مكاسب مادية.

أضف إلى ذلك أن مشاريع كهذه لن تكون بحاجة إلى بذل جهد جهيد في تسويقها؛ فنظرًا لما تقدمه من مزايا لأفراد المجتمع وللمجتمع ككل سيكون من السهل تسويقها، إن لم نقل إنها مشاريع تسوّق نفسها بنفسها.